فصل: مسير السلطان إلى بلاد الكرج وحصاره قلاع بهرام.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.مسير السلطان إلى بلاد الكرج وحصاره قلاع بهرام.

لما كان السلطان مقيما بموقان منصرفه من اذربيجان بعث عساكره مع ايلك خان فأغار على بلاد الكرج واكتسحها ومر ببحيرة بتاج فكبسه الكرج وأوقعوا به وفقد اريطاني وامتعض السلطان لما وقع بعسكره وارتحل لوقته وقد جمع له الكرج فهزمت مقدمته مقدمتهم وجىء بالاسرى منهم فقتلهم وسار في اتباعهم ونازل كوري وطالبهم باطلاق أسرى البحيرة فأطلقوهم وأخبر أن اريطاني خلص تلك الليلة إلى اذربيجان ثم وجده السلطان في نقجوان ثم سار إلى بهران الكرجي وقد كان أغار على نواحي كنجة فعاث في أعماله وحاصر قلعة سكان ففتحها عنوة وكذلك قلعة عليا ثم حاصر قلعة كاك وبعث الوزير لحصار كوزاني فحاصرها ثلاثة أشهر حتى طلبوا الصلح على مال حملوه فرحل عنهم إلى خلاط والله أعلم.

.مسير السلطان إلى خلاط وحصارها.

ولما فرغ السلطان من شأن الكرج قدم أثقاله إلى خلاط على طريق قاقروان وسار هو إلى نقجوان وصبح الكرج واستاق مواشيهم ثم أقام اياما وقضى أشغال أهل خراسان والعراق ليفرغ لحصار خلاط قال النسائي الكاتب وحصل لي منهم تلك الأيام ألف دينار ثم ارتحل إلى خلاط ولحق بعساكره ولقيه رسول من عز الدين أيبك نائب الاشرف بخلاط وقد كان الاشرف بعثه وأمره بالقبض على نائبها حسام الدين علي بن حماد فقبض عليه ثم قتله غيلة وبعث إلى السلطان يستخدم إليه بذلك وإن سلطانه الاشرف أمره بطاعة السلطان جلال الدين وبالغ في الملاطفة فأبي السلطان الا امضاء ما عزم عليه وقال إن كان هذا حقا فابعث الي بالحاجب فلما سمع هذا الجواب قتله وسار السلطان إلى خلاط ونزل عليها بعد عيد الفطر من سنة ست وعشرين وجاءه ركن الدين جهان بن طغرل صاحب ارزن الروم فكان معه وحاصرها ونصب عليها المجانيق وأخذ بمخنقها حتى فر أهلها عنها من الجوع وتفرقوا في البلاد ثم داخله بعض أهلها في أن يمكنهم من بقيتها على أن يؤمنوه ويقطعوه في اذربيجان فأقطعه السلطان سلماس وعدة ضياع هنالك وأصعد الرجال ليلا إلى الاسوار فقاتلوا الجند بالمدينة وهزموهم وملكوها وأسروا من كان بها وأسروا النصارى وأسد بن عبد الله وتحصن النائب عز الدين أيبك بالقلعة فامنه وحبسه بقلعة درقان فلما وقعت المراسلة في الصلح قفل لئلا يشترط وقال ابن الاثير ان مولى من موالي حسام الدين كان هرب إلى السلطان فلما ملك خلاط طلب أن يثأر منه بمولاه فدفعه إليه وقتله ونهب البلد ثلاثا وسرح السلطان صاحب ارزن وهرب القمهري من محبسه فقتل أسد بن عبد الله المهراني بجزيرته وأقطع السلطان خلاط للامراء وعاد والله تعالى ولى التوفيق.

.واقعة السلطان جلال الدين مع الأشرف وكيقباد وانهزامه أمامهما.

ولما استولى السلطان جلال الدين على خلاط تجهز الاشرف من دمشق وقد كان ملكها وسار لقتال السلطان جلال الدين في عساكر الجزيرة والشام وذلك في سنة تسع وعشرين ولقيه علاء الدين كيقباد صاحب بلاد الروم على سيراس وكان كيقياد قد خشي من اتصال جهان شاه ابن عمه طغرل صاحب ارزن الروم بالسلطان جلال الدين لما بينهما من العداوة فسار الاشرف وكيقباد من سيراس وفي مقدمة الاشرف عز الدين عمر بن علي من أمراء حلب من الاكراد الهكارية وله صيت في الشجاعة وجاء السلطان علاء الدين للقائهم فلما تراءى الجمعان حمل عز الدين صاحب المقدمة عليهم فهزمهم وعاد السلطان إلى خلاط وكان الوزير على ملاركرد يحاصرها فلحق به وارتحلوا جميعا إلى اذربيجان وأسر ركن الدين جهان شاه بن طغرل وجيء به إلى ابن عمه علاء الدين كيقباد فجاء به إلى ارزن فسلمها وسائر أعمالها ووصل الاشرف إلى خلاط فوجدها خاوية ولما رجع السلطان إلى اذربيجان ترك العساكر مع الوزير سكمان وأقام بخوي وخلص الترك في الهزيمة إلى موقان وتردد شمس الدين التكريتي رسول الاشرف بينه وبين السلطان جلال الدين في الصلح بينهم ودخل فيه علاء الدين صاحب الروم وانعقد بينهم جميعا وسلم لهم السلطان سر من رأى مع خلاط والله تعالى أعلم.